بحث هذه المدونة الإلكترونية

pole universitaire du m'sila

الاثنين، 1 فبراير 2010

البنك الدولي والمعهد العربي لإنماء المدن:

البنك الدولي والمعهد العربي لإنماء المدن:
عقد من الشراكة من أجل قضايا التحضر والشباب

البنك الدولي والمعهد العربي لإنماء المدن

عقد من الشراكة من أجل قضايا التحضر والشباب



حوار أجرته : عاليا جالة مع :

م. أحمد السلوم و د. إبراهيم التركي

تقديم : أنشئ المعهد العربي لإنماء المدن في عام 1980م ومقره الرئيسي مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية .. والمعهد منظمة إقليمية غير حكومية غير ربحية .

المعهد العربي لإنماء المدن هو الذراع الفنية والعلمية لمنظمة المدن العربية ( مقره الكويت ) التي تنتسب إلى الموئل (الهابيتات) في الأمم المتحدة .. ويبلغ عدد أعضائه أكثر من 400 مدينة من 22 دولة عربية .

منذ متى يعمل المعهد مع البنك الدولي وفي أي المجالات ؟

تعاون المعهد مع البنك الدولي نشأ عند دعم المعهد لفريق البنك الذي كان يعمل في خصخصة الخدمات البلدية كجزء من برنامج الخصخصة في المملكة العربية السعودية والقطاعات الاقتصادية المهمة في عام 2002م .

ومنذ ذلك التاريخ اتخذت الشراكة بين المعهد والبنك أشكالاً عديدة . وفي عام 2003م تلقى المعهد منحة من البنك لتأسيس مبادرة حماية الأطفال في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وكان ذلك عاملاً مهماً لتمكين البرنامج من المضي قدماً .

في عام 2005م كانت شراكة بين المعهد ومنظمة تحالف المدن ( يتم تمويله من خلال منحة البنك للتنمية ) لمساعدة إستراتيجيات تنمية مدن إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

كما يعمل المعهد في قطاعات مختلفة مثل التخطيط العمراني والتنمية البشرية . وينبغي الإشارة إلى أن هناك فرقاً بيّناً بين المعهد وغيره من المنظمات غير الحكومية حيث إن المعهد يضع نفسه شريكاً للمنظمات التي يعمل معها عند تنفيذ المشروعات : حيث يوفق المعهد بين الموارد المالية التي يتلقاها من مختلف المانحين والمنظمات التي يعمل معها .

تعّد مبادرة حماية الأطفال في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مبادرة متميزة في هذا الإقليم . ما أهمية المبادرة للإقليم ؟

أنشئت المبادرة استجابة من المعهد العربي لإنماء المدن لتوصية مؤتمر الأطفال والمدينة الذي عقد في عمان / الأردن في ديسمبر 2002م وكان يهدف إلى بناء قدرات السلطات البلدية في تأسيس صندوق إقليمي يكون في مقدوره الاستجابة السريعة للمخاطر التي تواجه المعرضين للمخاطر والمحرومين من الأطفال والشباب في هذا الإقليم .

ومن أهداف هذه المبادرة :

يتطلب تحقيق أهداف الألفية في تنمية المدن في هذا الإقليم التعرف على الأطفال والشباب المحرومين والمعرضين للمخاطر .

نظراً للامركزية المتسارعة في هذا الإقليم تظل السلطات المحلية والبلديات أقرب إلى المصادر ووضع الحلول للمشكلات.

تشتمل أقطار الإقليم على هيكل عمري شاب حيث يمثل الشباب دون الثامنة عشرة 43% من إجمالي السكان في عام 2003م ، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة وانطلاقاً من العلاقة المتينة بين المعهد ورؤساء المدن والبلديات وكذلك السلطات المحلية الأخرى فقد استطاع تيسير قيام شراكات يصعب عموماً على البنك إنشاؤها ، وساعد على الوصول إلى مجموعات يصعب الوصول إليها . وفي الحقيقة فإن الشراكة بين المعهد والبنك مفيدة للجانبين في أوجه عديدة وليس أقلها حقيقة ان المعهد يكتسب معرفة فنية متميزة من البنك من خلال الشراكة بينما يستفيد البنك من المعرفة المحلية للمعهد .

كما كان للمبادرة تأثيراً قوياً على النظرة العامة عند رؤساء المدن الذين أضحوا ينظرون الآن إلى قضايا الأطفال والشباب كمسائل مركزية ينبغي مجابهتها في البلديات . وهم يرون المبادرة أساسية في مخاطبة بيئة متقلبة تشتمل على أحياء حضرية فقيرة حيث يتعرض الأطفال والشباب ( خصوصاً المهاجرين منهم حديثاً من الريف ) إلى تعاطي المخدرات ، وإلى العنف ، واستغلالهم في العمالة كما يتعرضون إلى المخاطر الصحية البيئية .

ويقوم المعهد الآن بتنفيذ مشروع لتخفيف الفقر في عدد من المدن العربية وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ، برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبنك الإسلامي للتنمية ، ومدة المشروع من (2005 – 2011م ) .

وتعمل المبادرة في شراكة مع مؤسسة الوليد بن طلال في مشروع جديد لإعادة دمج الأطفال المتسربين من المدارس ، في ثلاث مدن هي صنعاء / اليمن ، كرري وشرق النيل / السودان .

ويجري إنشاء شبكة للأمان الاجتماعي وذلك في شراكة بين المبادرة والبنك الدولي وثلاث بلديات في شمال لبنان وبعض الشركاء الآخرين .



والهدف الرئيسي لهذه الشبكة هو توفير شبكة للأمان للأطفال والشباب المعرضين للمخاطر ( المهمشين والمعرضين للمخاطر ) في المستوطنات الحضرية والمحرومين من الخدمات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية . وتشمل هذه الشبكة حتى الآن عدد 50 مؤسسة يمكنها مساندة هؤلاء الأطفال والشباب وإعادتهم إلى مسار التنمية . وقد طلبت بعض المدن الأخرى في لبنان وسوريا العون من المبادرة لتأسيس شبكة للأمان الاجتماعي في مدنهم المعنية .

لقد كان المعهد مؤثراً في تعزيز شراكة البنك في عدد من المجالات مثل المصادر الحضرية ، واستراتيجيات تنمية المدن ـ نأمل التوسع قليلاً في شرح العمل الذي قام به المعهد في هذه المجالات .

كما سبق ذكره فإن المعهد بدأ العمل مع البنك في عام 2002م في خصخصة الخدمات البلدية في المملكة العربية السعودية .. جرى فيما بعد التوسع إلى المزيد من المدن السعودية وفي سوريا والبحرين .

وقد تنامى عمل المعهد عبر السنوات في شراكته مع البنك : فبينما تظل الرسالة العامة للمعهد هي التنمية الحضرية والمدن فقد ضاعف جهوده أيضاً لمخاطبة قضايا الأطفال والشباب في مدن إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا . وفي الحقيقة فإن المعهد منظمة في هذا الإقليم كرست نفسها لمخاطبة قضايا الأطفال والشباب .

ومن المهم الإشارة إلى أنه في الحقيقة فقد بدأت منظمات أخرى في الإقليم التعاون مع المبادرة وذلك بتمويل بعض نشاطاتها . ومن هذه المنظمات : البنك الإسلامي للتنمية ، والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وبرنامج منظمات الأمم المتحدة الإنمائي ، وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة ، وصندوق الأوبك للتنمية العالمية .

وعلى المستوى المحلي فإن اقناع السلطات في المدن القيام بأعمال في قضايا الأطفال والشباب ليس سهلاً فهم لا يعتبرون ذلك من مهامهم . ولكن لأن رؤساء المدن العربية أعضاء في مجلس أمناء المعهد فلن يصعب تيسير العمل كثيراً في هذه المدن . أمين العاصمة عمّان عضو منتخب في مجلس أمناء المعهد فمن خلاله وبالتعاون مع الشركاء في الإقليم مثل أجفند . تم تقديم مفهوم المدينة صديقة الأطفال وتم تطبيقه في عمّان . وعلى أية حال يجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن تصنيف المدينة صديقة كاملة للطفل ولا مدينة تهمله تماماً فالأمر يتدرج . بعض المدن أكثر صداقة للطفل من غيرها ، ولهذا السبب أصبحت عمّان صديقة للطفل أكثر من بعض المدن .

تتمثل المبادرة ( بالمدينة صديقة الأطفال CFC ) في عمان كنموذج للأقطار الأخرى في الإقليم . ما الذي يجعل هذا المشروع ( CFC ) نموذجاً جيداً ، وهل ستقتدي الأقطار الأخرى في هذا الإقليم بهذا النموذج في مدنها ؟

إن هيكلية المعهد تيسّر عليه العمل في قضايا التنمية التي لا تكون عادة سهلة أو قد يصعب القيام بها .

المدينة التي تعدّ مثالاً للمدينة صديقة الطفل يمكن تعريفها بأنها المدينة التي تتحد فيها العناصر الثلاثة التالية كشركاء متساوين ويتم اعتبار لوجهات نظرهم :

( 1) المنتجون [الحكومات ، القطاع الخاص ، المنظمات غير الحكومية و .......] .

(2) أدوات التنظيم [الوالدين ، الأولياء ، الراعون ] .

(3) المستخدمون [ الأطفال ، الشباب ، المجتمع ] .

المدينة صديقة الطفل CFC هي مدينة ملتزمة تماماً بحقوق الأطفال والشباب . إنها مدينة يكون فيها صوتهم مسموعاً وتكون فيها أولوياتهم وحقوقهم مرعية كجزء أصيل في سياسات الدولة وبرامجها وقراراتها . إن الأساس في إنشاء أية مدينة صديقة للطفل هو الالتزام القوي باحترام وجهات نظر الأطفال والشباب وإشراكهم في القرارات التي تؤثر في حياتهم ، فمشاركتهم مفتاح لبناء المدن والمجتمعات صديقة الأطفال . الشباب هم قلب التنمية في العالم العربي .

لقد ظلت مدينة عمان ملتزمة بأن تكون صديقة للأطفال أكثر لفترة زمنية طويلة وفي الحقيقة كانت عمان المجلس العربي الأول الذي تبنى مبادرة المدينة صديقة الطفل . وقد تم تشكيل لجنة خبراء في عمان لتوجيه السلطة البلدية إلى رؤية تنموية للمدينة صديقة الطفل وتطبيق مبادرة طموحة تشمل كامل المدينة . ومنذ عام 2005م ظلت النشاطات لتحسين وضع عمان كمدينة صديقة للطفل تزداد ، وتم تحديد مجالات رئيسية كأولويات ووضعت أهداف يمكن قياسها . وكذلك وُضع تصور للإستراتيجيات في عدد من المظاهر مثل القوانين الفرعية صديقة الأطفال والميزانية صديقة الأطفال . وتهدف الميزانية صديقة الأطفال إلى إنشاء آلية قانونية في هيكل البلدية لضمان أن يتم المحافظة في المستقبل على الأولويات الحالية الممنوحة للأطفال ، بينما تؤكد القوانين الفرعية أن تفرد البلدية الموارد بانتظام لتطبيق خطط العمل صديق الأطفال سنوياً . وتتضمن النشاطات الأخرى إعادة تشكيل المتنزهات إلى مراكز للتعلم للأطفال بها مكتبات وأجهزة حاسوب ، وإيجاد برلمان للأطفال يتم انتخاب أعضائه بواسطة الأطفال ويجتمع دورياً مع مجلس المدينة وأمينها ، وأن يكون صوت هذا البرلمان مسموعاً ويحسب له حساب . ونتيجة لهذه النشاطات أصبحت عمان قائدة في الإقليم ونموذجاً يستحق الإطلاع ومتابعة تطوره في المستقبل .

وفيما يختص بالأقطار الأخرى في الإقليم وما إذا كانت ستستطيع أن تأخذ نموذج عمان صديقة للأطفال في مدنها ، فإن هناك حقيقة ان المبادرة وفي شراكة مع أجفند والبنك الدولي وغيرهم من الشركاء قد أصدروا كتاباً مرجعياً باللغة العربية ، وهو الأول في موضوعه ، وفي مقدور مدن الإقليم ان يسترشدوا به لكي تصبح مدناً صديقة للأطفال . أضف إلى ذلك أنه تم إعداد المزيد من الإستراتيجيات هذا العام لخمس مدن أخرى في إقليم البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا لمساعدتها لأن تصبح مدناً صديقة للأطفال وهي : طرابلس ، حلب ، صنعاء ، الخرطوم ، عمان . كذلك تم عقد جلستي تدريب إقليميتين في عمان وحلب استفاد منها المسؤولون في البلديات والسلطات المحلية في رفع الوعي وتقديم مفهوم المدن صديقة للأطفال وتطبيقه .

ما هي بعض نتائج عام 2007م في تقييم البنك الدولي للمبادرة ؟

لقد وثق تقييم البنك الدولي لمبادرة حماية الأطفال في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعدد من التأثيرات المميزة الإيجابية لنشاطها في مدن الإقليم وكذلك الدور الذي قامت به في تغيير مفهوم رؤساء المدن حول قضايا الأطفال والشباب ودورهم في مخاطبة هذه القضايا . كما أوصى التقييم بتوسيع نشاطات المبادرة وزيادة حجمها في الإقليم . والمعهد سعيد بالنتائج التي حققتها المبادرة ونأمل في المزيد من العلاقات مع البن